فى الخبر أن الصهاينة وصلوا القمر بسفينة فضاء، بس ياخسارة فشلت فى الهبوط على سطحه فى تانى محاولة بعد محاولة العم سام الناجحة منذ ٥٠ سنة.
والقصة تؤكد لك على عدة أشياء، أولها أين وصلوا هم؟ ولماذا نقف نحن العرب محلك سر منذ ٦٠ سنة أو يزيد؟ هم مشغولون منذ اللحظة الأولى لتأسيس دولتهم فى العام ١٩٤٨ بالتقدم فى كل مجال، فعندهم افضل طرق للزراعة والري، بأقل كمية مياه ولديهم صادراتهم المميزة الخالية من أي مبيدات وزراعات الورد والياسمين التى تغزو أوروبا وأمريكا وتدر مليارات الدولارات، وفى الصناعة لديهم صناعات حربية متقدمة ومدنية لاتقل عنها، غزت كلها أسواقا عالمية متقدمة، ويالطبع سبقتنا بعقود فى أسواق آسيا وإفريقيا، أما فى التكنولوجيا فحدث ولا حرج، فمعاهدهم وجامعاتهم فى القدس المحتلة وحيفا والنقب شاهدة، وفيها تعد أدق وأحدث البحوث المتقدمة فى النانو تكنولوجى والفيمتوثانية وغيرها.
أما فى الديمقراطية، ففى كل عقودهم يفاخرون العالم الحر المتمدن بأنهم واحة الديمقراطية وسط عالم عربي ضائع، لايتيح الحد الأدنى من الديمقراطية وتداول السلطة وحرية الراى والصحافة وتكوين الأحزاب! أما نحن، فحدث أيضا ولا حرج، فمازلنا نتحدث عن التصنيع من الإبرة للصاروخ، وما طلنا صاروخا ولاصنعنا إبرة، بل نستوردها من مصانع بير السلم الصينية.
ومازلنا ندعى الديمقراطية والحرية والملوخية، ونحن عبيد صاحب الكرسى، أي كرسى حتى ولو كان كرسى حمام ولا مؤاخذة! ومازلنا نتناقش فى تعديلات دستورية وفي مشاكلنا المزمنة مع الدعم وأسعار المية والنور والغاز والواد عاوز مصاريف المدرسة وأجيبلك منين! ومازلنا نراوح مكاننا فى انتظار أتوبيس متهالك ومترو عفا عليه الزمن وسكك حديد كالعجوز الشمطاء! ومازلنا رغم ذلك كله ننظر للآخرين الذين سبقونا بعقود بروح الاستعلاء، وبالأغانى.. وانت عارف بتكلم مين! ده إحنا بناة الأهرامات والمسلات، وأحفاد الملك خوفو، النبي حارسه، والست شجرة الدر بتاعة القبقاب إياه!
-----------------
بقلم: خالد حمزة
